جاوزتِ ذائقتي يـا غُـرّةَ الـخُـرُدِ
غاصت إليكِ عيونُ القلبِ والجسدِ
وساهَمَت لعَميقِ السِّحرِ أربعتي
ولهانُ والتقَمَت بِكرَ الهوى خَلَدي
لا بدّ من صُدفةٍ أخرى لتُوقظني
حيثُ اكتسى الهَوسُ القَيسِيُّ بالرَّشَدِ
ما الصّبُّ مُتّزنُ الإدراكِ مُنتبهٌ
وأجملُ الحُبّ كالمجنونِ ذو شِددِ
فيما تحاشيتِ إصراري ومنكِ نَبَا
حشدُ السّهامِ منَ العينينِ للكَبِدِ
ألقيتُ عن كلكلي درعَ الرُّقى ، و يَدُكْ
بطعنةٍ نفَذَت في سكرةِ الزَّهِدِ
أسرفتُ ليلي مع العُبّادِ ، خِلفُ دُعا
أعَابِدٍ في الهدى ، والخِلُّ مُعتَبِدي
والنّـورُ يغمرني والشِّعرُ يأمري
أستوحِ آيــاتِ ولهانٍ لمُعتَقدي
وأنتِ من بعدِ أن أثخنتِ تجربتي
الأولى ، تَصُبّينَ ملحَ الصّدِّ في الخَلَدِ
رمّمتُ فيكِ بقايا صورةٍ بَهِتت
فجاءَ بعضُ سنا الماضي من الرّمَدِ
واشتاطَتِ الفحمَ عينُ الجمرِ فالتهبت
فوقَ السّطورِ كَذوبُ النّارِ بالبَرَدِ
# ذياب الحاج