لمَّا سرَجتُ بنورِ الحقِّ مِشْكاتي
وطارَ بي الشَّوقُ في طوقِ المَداراتِ
ورُغتُ عن وهْدةِ البَغضاءِ مُبتعِدًا
غَسلْتُ قلبي مِنَ ادْرانِ التَّفاهاتِ
ورحتُ في سكَّةِ الأبرارِ يَحملُني
قِطارُ عُمري إلى فيضِ النِّهاياتِ
ونِمتُ لا أحْملُ الحِقدَ على أحدٍ
مِنَ الأنامِ ، ومَابي مِْن عداواتِ
أُعانقُ الصَّبرَ في سَعيي ومُنقَلبي
وفي مَقيلي ، وأحْوالي وحالاتي
َاسْتَثمرُ الصَّبر إن تاجرتُ مُحتَسبًا
ألَّا يبورَ ، إذا بارتْ بِضاعاتي
الصَّبرُ إن بَرزَ الإنكارُ مُعتمدي
ومَلجإي إن دَحا الإجْحافُ آهاتي
ما كنتُ أعلمُ ان الدَّهرَ يُجْحدُني
حقِّي ،وما كانَ يومًا في حِساباتي
قد كنتُ فيهِ مُطيعا ، لا يُعانِدني
لكنَّهُ قد عَصى في حُلْكِ أوقاتي
مَن يأمنِ الدَّهر ، فليرقبْ مَكائدهُ
والدَّهرُ في طَبعهِ رَهْنٌ بآفاتِ
إن خيَّمَ الهمُّ في أغوارِ ناصِيتي
وعاثَ في خَلَدي يُنكي جِراحاتي
فلستُ ممَّن يُطيلُ الهمَّ مُشتَجرًا
ولستُ مُمتعِضًا أتلُو شِكاياتي
لأنَّني فينقٌ يأبى الرُّكودَ ولن
ينصاحَ للهَمِّ دَرءًا للخَساراتِ
ولستُ أقنطُ إن كان القنوطُ مَدى
يَرتاحُ فيه ذوُو الأحلامِ والحاجاتِ
لا زلتُ أرقُبُ طيفَ السَّعد في أفُقي
والنَّحسُ ليلٌ بهيمٌ في سماواتي
وعُهدتي أملٌ ، أبلوه مُلتمسًا
أن يَنجلي فرجٌ يَمحو مُعاناتي
قَد خاصَمتْني الدُّنا تأبى مُجامَلتي
وما رأيتُ بِها يوما مُحاباتي
لأنَّما ديدنُ الدُّنيا مُباغثةٌ
مَن يَحتضنْها ، يَنلْ منها نِكاياتِ
ومَن تَجاهلها ، تسعى إليهِ كَما
يَسعى الخسيسُ إلى كسبِ انْتخاباتِ
لا تقنطنَّ وكنْ في سِجنِها جَلدا
فلن تدومَ على حالٍ وحالاتِ
إن فارقتْ بغروبٍ منكَ غاضبةً
فَسوفَ تَضحكُ معْ ضَوءِ الصَّباحاتِ
واعْرضْ إذا خَطرتْ تلقاكَ واحْترِسنْ
مِنها فَقد تَزدري تلكَ الِّلقاآتِ
وأَسرِعنْ صوبَ ما تُبقي لضرَّتِها
منَ الجميلِ ، بيومٍ عهدُهُ ، آتِ
إبراهيم موساوي .....! 14 9 2022